الخميس, 28 آذار/مارس 2024
Blue Red Green

  • أخبار سريعة
أخبار قانونية: وفاة رئيس القضاء السوداني مولانا حيدر احمد دفع الله - السبت, 24 تشرين2/نوفمبر 2018 18:45
الرئيسية

المقالات

دردشة عن مهنة المحاماة فى إنجلترا.

يتميز النظام الإنجليزى لمهنة المحاماة ،  و الذى يوجد مثيله فى كل من نيوزيلاندا و أستراليا ، بأنه يتضمن نوعين من المحامين ، فى تقسيم ليس له مثيل فى معظم دول العالم. 

و المحامى ، فى مفهومنا ، هو من تخرج من كلية الحقوق ، و ربما نال دبلوما أو أكثر، ثم عمل كمحام تحت التمرين فى مكتب محام أقدم ، و بعد فترة التمرين ، يمكنه أن يباشر المهنة ، إما فى مكتب محام آخر ، أو شريكا مع عدد من المحامين مثله ، و إما فى مكتبه الخاص الذى يعمل فيه بمفرده ، وإما فى مؤسسة خاصة ، و إما فى مؤسسة عامة ، و إما فى قضايا الحكومة.

فى إنجلترا ، الحال يختلف ، فرغم أن المحامى ربما يتخرج من نفس الكلية التى تخرج منها زميل له ، إلا أنهما قد لا يحملا نفس اللقب. 

فالمهنة تنقسم الى نوعين من المحامين ، نوع يطلق عليه إسم ٍ (Solicitor )،و نوع يطلق عليه إسم (Barrister)   فما الفرق إذا؟

هناك فروق فى الممارسة ، و فى التدريب. 

1 ـ  التدريب: 

بعد أن يتخرج طالب القانون من الجامعة ، و لكى يصبح (Solicitor ) عليه أن يؤدى إمتحان القبول النهائى فى ( المجتمع القانونى) و هذا هو الإسم الذى يطلق على نقابتهم ، أو إتحادهم ، و لا يمكن أن يمارس المحامى هذه المهنة بدون القيد فى هذه النقابة ، بعد النجاح فى الإمتحان النهائى ، يلتحق المحامى بأحد المكاتب الكبيرة ، لكى يعمل تحت الإختبار لمدة عامين على الأقل. 

 

و القبول للعمل تحت التمرين فى مكتب محامى كبير، هو مشكلة كبيرة ، حيث أن كبار المحامين ليس لديهم الوقت لتدريب المحامين الجدد ، بل أن بعض شباب المحامين يدفعون مبالغ طائلة لكى يُمكنهم التدريب فى المهنة. 

و رغم أن القانون يلزم المحامى الكبير بدفع مرتب للمتمرن ، إلا أن هذا المرتب الشهرى لا يكفى لمصاريف الإنتقال الى مكان العمل. لهذا،تكاد تكون هذه المهنة مقصورة على الأغنياء. 

أما تدريب الـ (Barrister) فيختلف ، حيث أن من يرغب فى أن يكون باريستر ، فلا بد له من الإتحاق بواحد من المعاهد الداخلية الأربعة ، و الموجودة وسط لندن ، و التى يُطلق عليها (Inns Of Court)  .

و كلمة (Inn) تعنى حانة ، و ترجع التسمية الى العصور الوسطى ، و كل حانة يرأسها قاضى ، هى خليط من المدرسة الداخلية ، و النادى ، و الكلية ، و المؤسسة المهنية. 

و يجب على المتدرب أن يستكمل 12 فترة دراسية ، و يجب أن يتناول العشاء فى قاعة الطعام ثلاث مرات فى كل فترة. و الغرض من هذا الحضور الإجبارى فى تجمع كبير، على مائدة طعام ، هو إستمرار لتقاليد المهنة التى يتوارثونها منذ العصور الوسطى ، و التى تشجع روح العمل الجماعى ، و تُحسن من إسلوب الحديث و الخطابة و المجادلة،كما أن فترة التدريب ينعقد خلالها محاكمات صورية لقضايا إفتراضية. 
و يجب على المُلتحق أن يستمر فى الدراسة الداخلية لمدة عام كامل ، و ذلك للإستعداد للإختبار النهائى ، و جميع المناهج التى يتم تدريسها ، و كذلك التدريب العملى ، يتم تحت إشراف ( مجلس الثقافة القانونية).

بعد حضور جميع الفترات الدراسية ال 12، و بعد النجاح فى الإمتحان النهائى ، يتم أستدعاء المُتدرب امام المنصة فى الحانة التى التحق بها، و هناك يتم منحه لقب باريستر تحت التمرين ، حيث لا يستطيع الممارسة لحسابه الخاص بدون إشراف باريستر قديم ، إلا بعد عام. 

لهذ ، فإن أتعاب هذه الفئة تعتبر مرتفعة جدا ، و تزيد كثيرا عن أتعاب الطبيب المتمرس>

2 ـ  الممارسة :

تختلف طبيعة عمل الـ (Solicitor ) عن الـ (Barrister) ، فالأول أى السوليسيتور ، يمكن وصفه بأنها الممارس العام:

1ـ فله مكتب مفتوح للجمهور ، و لكن يلزم أخذ موعدمسبق.

 2 ـ يعقد مع الزبون لقاء مبدئى ، و يستمع الى المشكلة. 

3 ـ من إختصاصه كتابة العقود ، و الوصايا، و إرسال رسائل مطالبة قانونية ، و مكاتبة الجهات الرسمية ، 
4 ـ إذا إحتاجت المشكلة ، يقوم بالإعداد للقضية ، و يقوم بالأعمال المكتب ، أى تحرير العرائض و إرسالها ، أو الإتصال بالبوليس ، أو المحاكم... الخ. 

5 ـ إذا كانت القضية بسيطة ، فيمكنه التمثيل أمام المحكمة ، و القيام بالعمل كمحامى تقليدى. 
6 ـ أما إذا رأى أن القضية تحتاج الى محام متخصص ، فإنه ينصح العميل بذلك ، و يقوم بترشيح باريستر للقيام بهذه المهمة ، و متى وافق الباريستر على قبول القضية مبدئيا ، يحول العميل الى الباريستر. 

7 ـ متى بدأت القضية الدخول فى الجد ، فإن السوليسيتور يقوم بإعدا ملخص للقضية ، و يرفق به جميع المستندات المطلوبة ، و يرسلها الى الباريستر. 

أما الباريستر، فهو شبيه بالطبيب الأخصائى

1 ـ  فلا يمكنك الإتصال به مباشرة ، و لا يمكنك الذهاب الى مكتبه بدون تدبير سابق،حيث أن الباريسترز يمارسون عملهم فى مكاتب تقع فى مبان ضخمة مجاورة لمبنى المحكمة ، و لا يُسمح بالدخول سوى من كانت قضاياهم قد تم تحويلها من السوليسيتور ، الى الباريستر. 

2 ـ  قد يرى الباريستر زبونه مرة واحدة قبل القضية ، و يسمع من العميل قصته مرة أخرى ، ثم يشرح له جميع الإحتمالات ، كما يشرح له كم ستكلفه القضية ، حيث أن عمله يتحدد بعدد الساعات التى يقضيها فى المحكم’ و أحيانا ، يدفع الزبون أتعاب تصل الى حوالى 500 جنيه استرلينى لحضوره لمدة ساعتين. 

3 ـ  بعد ذلك ، لا ترى الباريستر إلا فى المحكمة ، و إذا أردت الإتصال به قبل ذلك ، فعليك أن تتصل بالسوليستر أولا ، و غالبا سيطلب منك الحضور لديه لتقديم ما عندك. 

4 ـ  فى المحكمة،يكون عمل الباريستر هو الدفاع عن المدعى عليه ، أو تمثيل المُدعى ، و فى القضايا الجنائية ، يكون الباريستر إما ممثلا للدفاع ، و إما ممثلا للإتهام ، حيث أن وزارة العدل تلجأ للباريسترز لكى يقوموا بمهمة الإدعاء ، أى أن المحاكمة عادة لا يستعمل فيها غير الباريسترز سواء فى الإتهام أو الدفاع. 
5 ـ  يكون عمل الباريستر عادة فى منتهى الصعوبة ، فالمحاكمة تتم فى جلسة مستمرة ، يجب عليه التنبه لكل كلمة ، و يكون مستعدا لسؤال أسئلة ذكية ، و الرد على أسئلة أكثر ذكاءا. 

6 ـ  يكون مع الباريستر عادة محام آخر ، سوليسيتور مثلا ، لكى يساعده بالبحث عن المستندات ، أوالرجوع الى القضايا التى يُذكر إسمها كمرجع ، و يكتب بسرعة ملخص لهذه الأشياء ، و يقدمه الى الباريستر الذى يقرأها بسرعة قبل الرد على سؤال ، أو قبل أن يسأل سؤال. 

7 ـ  إذا كان الباريستر من الذين قاموا بالعمل مدة طويلة ، يمكنه الحصول على لقب يعادل كلمة" مستشار الملكة" ، فإذا حصل على هذا اللقب ، أرتدى وشاح يختلف عن الوشاح العادى ، فيصبح وشاحا حريريا ، كما أنه فى هذه الحالة ، لا بد أن يستعين بباريستر آخر حديث الممارسة ، حتى يمكن تدريبه. 

8 ـ  هذا الباريستر الحديث الممارسة ، يجب أن تُدفع له أتعاب تعادل ثلاثة أخماس ما تدفعه لمستشار الملكة. أى أنك إذا أردت دفاع جيد ، عليك أن تدفع أتعاب السوليسيتور، و الباريستر الحديث الممارسة ، و الباريستر الكبير، أو مستشار الملكة. 

و فى وصف الفرق بين السوليسيتور ، و الباريستر ، يُوصف الأول بأنه المحامى "الجالس" ، حيث يتم معظم عمله مكتبيا ، و هو جالس على مقعده المريح. 

أم الباريستر، فيُوصف بأنه المحامى"الواقف" ، لأنه يمارس عمله فى المحكمة واقفا طوال وقت المرافعة و هو يجلس أحيانا للإطلاع على المستندات ، و لكنه يقف دائما عند مخاطبةالمحكمة ( أى القضاة و المحلفين ).

 

  إشترك في القائمة البريدية

  إبحث في الموقع